مبادئ حزب الحوار الوطني

 

لم يعد مصطلح الحزب اليوم يعني ما كان يعنيه في العقود الماضية. فالتحزّب في اللغة هو الانفصال عن جماعة والانحياز إلى شطر منها. أمّا وفقَ مفهومِنا الليبراليِّ المعاصر والمعنيّ بحياتِنا ورفاهيتنا وتقدّمنا، فإنَّ الحزب منصّة لمواقف ثابتة وفاعلة هدفها الإنسان في وطنه أيًّا تكن رؤيتُه النظريّة أو الغيبيّة أو العرقيّة. والمصطلح الذي ينتمي إليه حزبنا هو كلمة وطنيّ، فحريٌّ بنا أن نوضح المفهوم الذي تعبّر عنه كلمة “وطن”.

أمّا كلمة “حوار” فقد تبدو للوهلة الأولى مستغربة. ما دام الشعب واحدًا فمع من يقيم الحوار Dialogue؟ إنَّ من يخاطب نفسه لا يحاور أحدًا بل يسترسل بالكلام Monologue. الحوار الداخليّ في الحالة اللبنانيّة حاجة وميزة. فهو دليل اعتراف بالتنوّع ضمن الكيان الواحد كمصدر قوّة وغنى، انطلاقًا ممّا دعاه علم الاجتماع “التضامن العضوي” Organic Solidarity حيث يتغذّى الضدّ من الضدّ، مقابل المحدوديّة والركاكة في مجتمعات اللون أو المذهب الواحد وفق ما يسمّى “تضامنًا آليًّا” Mechanical Solidarity.

وبقدر ما يتعارف ويتقارب شعب بهذا الغنى في التنوّع وتتحاور مكوّناته بعمق، يثبّت المواطنة في جوهر كيانه اللبناني. فيصبح تضامنه العضويّ فاعلًا ويمنحه قدرةً على تفاعل منتج وإيجابيّ بسائر الثقافات في مواجهة المفاهيم السلبيّة المنادية بحتميّة “صراع الحضارات”، وتنتج عن حوارنا الداخليّ قدرة فريدة على محاورة العالم بأسره وبشتّى أسباب التنوّع القائمة فيه.

هكذا تؤدّي التجربة اللبنانيّة الفريدة في تنوّعها وتماسكها إلى حوار:

  • قائم بين مواطنين أفراد قد لا يتقاسمون خلفيّة أو عمرًا أو جنسًا واحد،
  • قائم بين مجتمعات مختلفة،
  • قائم بين أديان وثقافات،
  • قائم بين شركاء في المصير،
  • قائم بين أشخاص ومسؤولين حكوميّين،
  • قائم بين أحزاب ومنظّمات مدنيّة،
  • قائم مع دول مجاورة ودول أجنبيّة،
  • قائم باتّجاه ديمقراطيّة بنّاءة وعالم أكثر تفاهمًا وتكاملًا.